الشماخ 2004 ، إيكامبي 2022 ، اللحظات الأولى ما بعد الصدمتين
الشماخ 2004 ، إيكامبي 2022 ، اللحظات الأولى ما بعد الصدمتين .. في سوسة ، عبد المالك شراد وضعنا في المقدمة ، مرت الدقائق و اقتربت صافرة النهاية ، خرجت للرواق ، هرولت للبحث عن حذائي للخروج محتفلا بتأهل الخضر لـ نصف نهائي الكان آنذاك ، ارتديت جهة و هممت بارتداء الجهة الأخرى ، تعالت أصوات الحسرة من الغرفة دخلت لأجد الشماخ محتفلا بالهدف ، إلى غاية هدف حاجي و أنا بحذاء في قدم واحدة ، أطلق الزايري رصاصة الرحمة ، نزعت الحذاء ، وضعت يداي على وجهي و تركت البقية للدموع .. البارحة ، كنت أدردش مع بعض الأصدقاء في إحدى مجموعات الميسنجر ، سالكة سالكة قبل رمية التماس المشؤومة ، سُجل الهدف ، انتظرت الإعادة متلهفا على أمل أن يكون ايكامبي متسللا ، ايقنت أنه لم يكن كذلك ، وضعت مباشرة هاتفي على الطاولة خوفا من فقدان اعصابي ، نظرت من حولي الجميع صامت ، مصدوم ، غير مستوعب لما حدث ، تقاطعت عيناي و عيون الكثير كأننا جميعا انتظرنا يدا توقضنا من هذا الكابوس ، لم تكن يدا و لم نستيقض ، كانت الدمعة الأولى لـ رجلٍ ملئ الشيب لحيته سكينا آخر في قلبي عمق الجراح ، انتظرت الهجمة الأخيرة ، انطلقت صافرة النهاية ، حملت هاتفي و خرجت من المقهى و أنا اتحاشى النظر في الأعين ، لم يكن قلبي لـ يحتمل سكينا آخر على شكل دمعة .. بين الأولى و الثانية 18 سنة ، لا أعلم إن كان ألم سوسة تلاشى بالتقادم و أنا طفل لكن مرارة البارحة لن تبارح حلقي سريعا و أنا شاب ، الآن سأضع كل هذا خلفي و أمضي ، إن كان للعمر بقية أتمنى أن لا تذكرني كرة القدم بليلة 29 مارس 2022 كما ذكرتني البارحة بـ إحدى ليالي فيفري 2004 ..