سيناريو واحد للمونديال .. نومنا العسلي ضيع سيناريوهات أخرى

سيناريو واحد للمونديال .. نومنا العسلي ضيع سيناريوهات أخرى
سيناريو واحد للمونديال .. نومنا العسلي ضيع سيناريوهات أخرى

قوائم المنتخبات دوما بها جو خاض ، نقاشات تخلق في جميع الاتجاهات و تيارات مضادة هنا و هناك غالبيتها تريد فائدة المنتخب لكن هناك من يصيب و يخطىء ، و هناك من يخطىء و يصيب بتغيير معيار الحكم ، هو أمر طبيعي يحدث دوما لذا لا يجب أن نقدس أشخاصا و لا أن نشتم هذا او ذاك بل علينا مناقشة أفكار فهي فقط من تبقى. ديل بوسكي لم يكمل بعد نجاحاته لأنه لم يصحح ، حسن شحاتة لقي نفس المصير و هو كان قد حقق أعظم انجاز افريقي ، و العديد من الأمثلة في عالم كرة القدم نتناساها لأننا لا مريد نفس المصير لكن أخذنا بنفس الأسباب و اتجهنا بنفس المسار. "متلازمة السلسة" بعد نجاح كأس إفريقيا بمصر و تقدمنا خطوة بخطوة ظهرت أمامنا سلسلة خادعة ، اتجهنا نحوها بكل قوتنا و تكون هوس كبير لدى جمال بلماضي و باقي اعضاء المنتخب حول هدف تحطيم سلسلة عدد مباريات الفوز المتتالية ، قد يفند الجميع ذلك لكن الحقيقة المرة أن هذه السلسة أصبحت فوق كل شيء بالمنتخب ، حديثنا تمحور حولها و عملنا من خلالها لا يجب أن نخسر و ان كان ذلك على حساب المستقبل، هناك شيء في عالم كرة القدم يسمى الاستباق سواء فني كان او اداري ، بالمنتخب الحزائر لم يحدث استباق بالشقين فالعبث الاداري زاد و التشكيلة بقيت كما هي. كانت لدينا فرصة لتجاوز سلمي و انتقال هادىء بتغيير بعض الأسماء و الأفكار العامة لكن هوس السلسة و العناد ضيع علينا ذلك ، الفترة كانت مثالية لذلك خاصة مع صعود اسماء مميزة كآدم زرقان حكيم زدادكة و غيرهم مع تراجع مجموعة عدلان غديورة و من معه ، القيام بكل شيء من اجل اعادة غديورة للحياة كرويا في الفترة السابقة في سبيل مباراة التأهل تلخص فشل الاستباق و التجاوز و تؤكد أن بلماضي فشل في قرائة الوضع و الأخذ بالخطوات اللازمة بل دخل في دوامة تخبط من القرارات جعلتنا نظهر بذاك الشكل في الكان الأخير ، حضرنا بآدم زرقان قبل البطولة و لم نلعب به و لا دقيقة واحدة ، مباراة المكسيك مثال لفشلنا في التغيير فيها غديورة لعب 90 دقيقة كاملة في وقت كان بامكاننا تجربة لاعب شاب نتجاوز به مرحلته و في مباراة ودية لكن حكم هوس السلسة فرض هذا الشيء ، بعدها ابتعد عدلان ان المشهد جزئيا و لم نقم بشيء يذكر لنجد انفسنا نستنجد به في محاولة بائسة لأننا نعترف بخطئنا. "الهوية المزدوجة" يمكن تقسيم فترة بلماضي لمرحلتين ، الأولى كما بها منتخب يقبل اللعب دوما و أي منتخب يواجهنا لا يتراجع و لا يلعب معنا وفق نهج استباقي بل يبادرون و يتقدمون نحو الكرة أولا في وقت نبقى فيه بالخلف وفق شكل صلب جيد و نعتمد على خروج بناصر بالكرة نحو بلايلي او محرز او بطريقة اخرى بكرة طويلة نحو target man الخاص بنا ( بونجاح ) لنكون بالثلث الأخير. في الفترة الثانية اصبحنا ابطال افريقيا ، اغلب المنتخبات تلعب ضدنا وفق شكل دفاعي و تترك الكرة لنا لنبادر ، هنا ظهرت عيوبنا الكبرى ، بهذا الشكل تحتاج لمدافعين مركزيين يجيدان الخروج بالكرة و وسط يستحوذ بشكل كبير مع قدرتهم على كسر الخطوط سواء بتمريرات تقدمية او ball carrying ، هذه الاشياء نفتقدها كثيرا و بلماضي لم يستغل فترة الهدوء ليحلها بأسماء أو بنظام مغاير بسبب هوس السلسة و الخوف من التغيير ، لذلك اصبحت سيطرتنا عقيمة و الكرة بين ارجلنا لا تعني شيئا كبيرا بالنظر للخطورة الازم خلقها ، لهذا تكلم أحد العارفين أن كأس افريقيا ستكون صدمة كبيرة للجماهير و للمنتخب بكل أبعاده ، فنحن لم نعمل لتجنب الصدمة لا ذهبنا لها بسرعتنا القصوى. "ماذا بعد الصدمة ؟" بعد الخروج كان من الطبيعي أن يحدث هيجان شعبي لكن في المقابل كان يجب أن يحدث رد فعل فني اداري ، الاداري تم بتغيير مناجير المنتخب و الفني بقينا نتابع تقييمه من اسبوع لآخر ، لا توجد تربصات و لا لقائات لنجرب شيئا جديدا فالطبيعي هنا الاعتراف بالخطأ و العودة لمنتخب المرحلة الأولى في سبيل التأهل للمونديال ثم بعدها يمكننا تصحيح المسار مرة أخرى ، التأهل غير مقترن بتصحيح فالامر وقتي و متعلق بذهاب و اياب فقط اما بعد هذا الحدث فالتصحيح ضرورة قصوى نتكلم عنها لاحقا ، ان شاء الله تكون مصحوبة بتأهل مونديالي. "قائمة الحسم" اعلن جمال بلماضي عن قائمته التي نقاشها ان تم بمعيار سيكون منطقيا في اسمين و منافي للعقل في الاسمين تحتهما ، ستقول أن التغيير غير جدي في هذه الفترة ثم ترى أسماء أخرى فنيا أقل من التي يطالب بها تجد نفسها أمام الكاميرون ، سترى أن من كان مغضوبا عليه سابقا متواجد حاليا و الباقي مازالوا في قائمة الغضب ، لا معيار منطقي بها و هي قناعات مدرب ايضا لا توافق قناعاته السابقة لذا التحليل بها لن يوصلك لنتيحة عقلانية و شتم صديقك على نقاش بها لا معنى له فهو قادم من فراغ. " مباراة العمالقة ، قائمة مباراة واحدة " بالنظر لقائمة الكوتش و بتحليل عام نجد أن السنة الغالبة المشتركة بين اللاعبين بها أنهم بطابع بدني غالب على الفني ، جلهم لديهم قدرة على تطبيع فكرة البقاء في مناطق خلفية لأطول مدة ممكنة مع تحمل ذاك الضغط و هذا يدلنا على الفكرة العامة التي يريد جمال تسيير بها المبارتين ، المتوقع خلقا مع ترك الكرة للكاميرونيين على أمل استغلال فرديات بلايلي و محرز في صنع فرص و تسجيل اهداف تساعد على التفوق ، كل المعطيات تؤكد هذه الفكرة على أمل أن تساعد العوامل بالمباراة الأولى ذلك ، فالقائد تعطيك انطباعا ان المباراة ستكون واحدة فقط بالكاميرون و لا وجود لعودة بالجزائر. "مباريات السيناريو الواحد" التحضير لمباراة بسيناريو محدد يكون مثاليا في الكثير من المناسبات ، أن يحدث بالملعب ما حضرت له من أول دقيقة لآخرها هو انتصار قبلي يقدم لك انتصار النتيجة ، لكن المشكلة بهذه الحزئية هي ان يحدث امر عكسي ضد ما حضرت له ، كرة القدم لعبة لحظية يمكن ان تقلب بها الموازين في ثانية من كفة لأخرى لذلك سيكون كارثيا علينا ان حدث عكس ما نريد ، ان تتأخر بالنتيجة او بفارق في مباراة الذهاب لتكون مجبرا على التحكم باللعب و أخذ زمام الأمور بلاعبين ليسوا مهيئين لذلك هو كابوس بلماضي حاليا فقد قام بخياراته نهائيا و لا مجال للاستدراك حاليا ، لهذا كان من الافضل ان نرى اسمين او ثلاثة في الدكة لنكون مستعدين لسيناريو آخر ، زرقان هو الاسم الذي يطرح اولا قبل اي اسم آخر عندما نتكلم عن هذا النهج ، وجوده هو بداية لسيناريو آخر يكمله لاعب او اثنين لكن ما حدث قد حدث. بلماضي ارتكب أخطاء عديدة كما له فضل كبير على المنتخب ، يمكن مدحه في مراحل معينة و انتقاده في بعض اللحظات فلا يجب أن نتطرف بعمى دون نقاش فكري واضح بل يجب أن نوضح أفكارنا لنقيم ما حدث و ما سيحدث ، مباراة الكاميرون أخذ بها جمال مخاطرة كبيرة نتمنى أن يكون لها نتيجة لأن سيناريو غير التأهل سيجعلنا نندم كثيرا و نتحسر على فترات النوم بالعسل.