" رافاييل نادال، من أجل التاريخ والأرقام! "

" رافاييل نادال، من أجل التاريخ والأرقام! "

عُرِفت لعبة التنس بلعبة النبلاء، وانتشرت حتى بين الأحياء الفقيرة، تمكنت من جذب الناظرين لِمَ تقدمه من حماس وإثارة تَشُد الناظرين...

ربما تعرَّفت على التنس من خلال رافا، كان بمثابة رمز لا يُمكن المساس به، موهبة فريدة، وعقلية مثالية، ربما قد نخرت الإصابات جسده، لكن لم تخر عزيمته رغم هذه التحديات...

بدأ رافاييل رحلته في سن الثالثة، لقد جَاهَر بموهبته الفذَّة منذ بداية مشواره، وحقق لقب أفضل لاعب تنس تحت اثني عشر عامََا وهو في سن الثامنة. صعد ترتيب اتحاد لاعبي التنس المحترفين بسرعة كبيرة، وتم تصنيفه ضمن أفضل خمسين لاعبا بعد عامين من مسيرته الاحترافية، ثم أصبح أول مراهق يفوز برولان جاروس- فرنسا المفتوحة- في التاسعة عشرة من عمره...

عندما بدأ رافاييل لعب التنس، كان روجر فيدرر هو ملك تنس الرجال آنذاك، وقد سيطر على لعبة التنس كأي لاعب آخر في تاريخ التنس. لكن نادال تغلَّب على فيدرر في أول مواجهة لهما على الإطلاق، عندما كان عمره 17 عام، بدت مظاهر الاندهاش، وبالفعل بدأت الدموع تطرفا من عين الأرمادا...

تلذذ نادال بالفوز المستمر، وطعن المنافسين، حتى حقق اثنين وعشرين لقبا من بطولات «جراند سلام» تتكون هذه البطولة من أربع منافسات مختلفة خلال العام الواحد، وتعتبر هذه البطولة الأفضل في عالم الكرة الصفراء لما تضمه من نجوم ومن تغطية ملاعب مميزة، وتعود هذه التسمية إلى عام 1938 عندما استعمل الصحفي «أليسون دانزي» بجريدة (نيويورك تايمز) من أجل الإشادة بالإنجاز الكبير الدط حققه لاعب التنس الأميركي“ دونالد برودجي ”الذي أحرز البطولات الأربعة الكبرى في نفس العام...

ومنذ عام 1982 قرر الاتحاد إسناد لقب جراند سلام لمن يفوز بالألقاب الأربعة الكبرى تِبَاعًا، ويذهب الكثير لإسناد لقب «جراند سلام» لمن يسجل اسمه ولو مرة واحدة في السجلات الذهبية لهذه البطولات...

وعلى حين غرة، أثناء لعب نادال بطولة فرنسا المفتوحة، ضد كورينتين موتيت، شعر بألم لم يتحمله- على حد وصفه- بقدمه اليسرى، كان بالكاد قَادِرًا على المشي...

وقال إنه لعب بقية البطولة بقدم مُخدرة، لكن كان الأمر خَطِيرًا؛ لأن هناك إمكانية كبيرة لحدوث استدارة بالكاحل أو التعرض لإصابة أخرى، فقرر أن نادال أن يُجري عملية بقدمه، حيث سيتم إرسال موجات الراديو عبر إبرة مجوفة يتم إدخالها في أعصاب قدمه اليسرى والتي تسبب له ألمًا مُسْتَمِرًّا. إذا نجح الإجراء، وهو أمر غير مؤكد، فقد تمنع الحرارة الصادرة عن موجات الراديو الأعصاب من إرسال إشارات الألم إلى دماغ نادال، وقال إنه إذا امتثل جسده قد يكمل بطولات هذا الموسم، بَحَثَا عن لقب «جراند سلام» هذا الموسم، وهو إنجاز لم يتحقق منذ عام 1969...

يقول الأطباء إن نادال يعاني مما يُسَمى ب «Müller- Weiss syndrome»، أعد هذه المتلازمة مَرِضَا نَادِرًا، حيث يتعرض العظم الزروقي- الموجود في منطقة منتصف القدم- لنخر العظم عند البالغين. يؤدي هذا إلى قطع الدم عن العظم الزروقي، مما يتسبب لاحقًا في الألم والتشوه في منطقة منتصف القدم الخلفية، ويبدو أن حياته الطبيعية في المستقبل ستتأثر بهذه المشكلة. رغم من هذه الآلام المزمنة، خسر نادال ثلاث مباريات خلال 108 مباريات خلال ما يقرب من عقدين ببطولة رولان جاروس بفرنسا، بنسبة فوز 93.30 %...

كما يقولون لا نشعر بقيمة الأشياء حتى نفقدها، وها نحن ذا قد اقتربنا من فقدان نادال إلى الأبد...

كتب : أحمد عمرو